نصيحة لمن ابتلي بأب لا يصوم ولا يزكي ماله

السؤال:

رسالة من المستمع والذي رمز إلى اسمه بأنه بـ (عبد من عباد الرحمن) من العراق بعث برسالة يقول فيها: والدي لم يبدأ الصلاة إلا في رمضان الماضي، مع أنه في الخمسين من عمره، ولم يصم في حياته شهرًا من أشهر رمضان، وحجته التي يحتج بها أنه لا يتحمل الجوع والعطش، وقد نصحناه بأن حكمة الصوم في الجوع والصبر؛ لكنه لم يقتنع، كما أنه لا يزكي رغم نصحنا له، ويقول: بأنه يعطي بعض المحتاجين بين وقت وآخر، وبينا له الفرق بين الزكاة والصدقة، لكنه يصر على موقفه، كما أنه يرتكب بعض الأعمال المحرمة، ونحن نسمع في هذا البرنامج مثل الحلف على السلعة عند بيعها، فهل أكلنا من ماله حلال، أم أنه حرام علينا، علمًا بأننا صغار، ولا نملك مصدرًا للرزق إلا عن طريقه، وهو لا يبخل علينا بشيء؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

الواجب على هذا الرجل التوبة إلى الله، والمبادرة إلى الصلاة والحمد لله الذي هداه، وبدأ الصلاة في رمضان، فعليه أن يستمر، وأن يتوب إلى الله مما سلف، والتوبة تجب ما قبلها، فلا صلاة عليه، ولا صوم عليه، ولا زكاة عليه عن الماضي، لأنه في حال الماضي كافر بترك الصلاة، فإذا من الله عليه بالتوبة، واستقام على الصلاة فعليه أن يزكي في المستقبل، ويصوم رمضان في المستقبل، وعليكم أن تساعدوه على ذلك بالنصيحة، والتوجيه والكلام الطيب، والأسلوب الحسن، لا بالعنف والشدة، كما أنه ينبغي لكم أيضًا أن تستعينوا في ذلك بالطيبين من أقاربكم، كأخواله، أو أعمامه، أو إخوانه، أو أبيه إن كان له أب طيب حتى يساعد في هذا الأمر، والله يقول جل وعلا: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ولا حرج عليكم في الأكل من ماله إذا سمح لكم، لا حرج أن تأخذوا من ماله ما يدفع إليكم، وأن تستعينوا بذلك على ما شرع الله لكم، فأنتم في حاجة إليه مع النصيحة والتوجيه والرفق حتى يهديه الله.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة