هل تحديد وقت الخسوف أو الكسوف من علم الغيب؟

السؤال:

سؤاله الآخر يقول: أحيانًا يقول العلماء: سيحدث كسوف أو خسوف يوم كذا، شهر كذا، في المنطقة كذا، الساعة كذا، ويتحقق ما يقولون، هل هذا من العلم بالغيب أم لا؟

وفقكم الله.

الجواب:

ليس التحدث عن وقت الخسوف والكسوف من علم الغيب، بل هذا يدرك بالحساب، كثير من أصحاب الفلك يعرفون هذا الشيء بمراقبة سير الشمس والقمر في منازلهما، فإذا صارت الشمس في منزلة معينة، أو القمر قد عرفوا بالحساب أنها تكسف -بإذن الله- في ذلك الوقت، فهذا يدرك بالحساب، وليس من علم الغيب، بل هذا حساب دقيق يعرفه أصحاب الفلك والناظرون في سير الشمس والقمر، فيدركون ذلك، وقد يغلطون، قد يغلطون في بعض الأحيان، وقد يصيبون. 

قال أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله-: إن أخبارهم من جنس أخبار بني إسرائيل لا تصدق ولا تكذب، فقد يقولون يكسف في كذا، أو تكسف الشمس في كذا، ثم لا يقع، وقد يقع ذلك، ويكونوا قد ضبطوا الحساب، فيكون قد وقع ذلك.

فالحاصل: أن أخبارهم قد يعتريها الخطأ والغلط، فلا يصدقون ولا يكذبون، ولكن ينظر فيما أخبروا عنه، فإن وقع الكسوف شرع للناس ذكر الله عند الكسوف، واستغفاره، والصلاة، صلاة الكسوف، والصدقة وإعتاق الرقاب، وذكر الله وتكبيره ؛ لأن الرسول ﷺ أمر بذلك قال: فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله، ودعائه، واستغفاره، إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا وأمر بالتكبير وأمر بالإعتاق؛ إعتاق الرقاب، وهذا كله سنة ومشروع وثابت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-. 

أما أخبار الحسابين فإنها ليست من علم الغيب، لكنها تخطئ وتصيب، قد يغلطون وقد يصيبون، نعم.

فتاوى ذات صلة