توجيه لمن ترك إمامة المصلين خوفًا من الرياء

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحروف (ح) و(ق) و(أ) من حائل، أخونا له سؤال طويل جدًا ملخصه: أنه كان يصلي بالناس، وله صوت حسن وجميل، وكان يتعمد أيضًا تحسين صوته، وخوفًا من الرياء امتنع عن الإمامة، وجعل أناسًا آخرين يصلون بالناس، رغم أنهم لا يقرؤون، ولا يكتبون، كيف توجهونه؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

نوجهه بأن يصلي بالناس، ويحسن صوته والحمد لله، ويجاهد نفسه في عدم الرياء؛ لقول النبي ﷺ: ليس منا من لم يتغن بالقرآن يعني: يحسن صوته به، ومر ذات ليلة على أبي موسى الأشعري وهو يقرأ، فاستمع له النبي ﷺ، فلما أصبح أتاه أبو موسى، فأخبره النبي ﷺ: إني سمعت صوتك، فقال: لقد أوتي أبو موسى مزمارًا من مزامير آل داود يعني: صوتًا من أصواتهم. فقال أبو موسى : "لو علمت أنك تسمع؛ لحبرته لك تحبيرًا" أي: حسنته لك تحسينًا.

فتحسين الصوت لأجل منفعة المسلمين ليستمعوا، وينصتوا، ويتدبروا أمر مطلوب، وليس هذا من الرياء، هذا من الإحسان، والرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: زينوا القرآن بأصواتكم تزيين الصوت ينفع الأمة، وينفع المستمعين، وأنت تفعله لنفعهم، لا ليمدحونك، دع عنك الرياء، ولكن تفعله حتى يستفيدوا، وينتفعوا، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة