الحج والعمرة عن الميت

السؤال:

نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلينا من أحد الإخوة المستمعين، آثر فيها عدم ذكر اسمه، أخونا عرضنا جزءًا من أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة له جمع آخر من الأسئلة، فيسأل سماحتكم شيخ عبدالعزيز، ويقول: هل صحيح أن ثواب العمرة، أو الحجة تصل إلى الميت، وترفع درجاته في الجنة؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فإن الحج عن الميت والعمرة عن الميت من أفضل القربات، وينتفع بها الميت المسلم كثيرًا، فقد سئل النبي ﷺ عن ذلك مرات كثيرة، فقال للسائل: حج عن أبيك وللسائلة: حجي عن أبيك والآخر: عن أمك وسأله آخر قال: إني لبيت عن شبرمة قال: من شبرمة؟ قال: أخ لي، أو قريب لي، قال: حج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة.

فالناس أقسام، منهم من قد حج الفريضة، وأدى العمرة الفريضة، هذا إذا حج عنه؛ يكون نافلة، وإذا اعتمر عنه؛ يكون نافلة، حج عنه أخوه، أو أبوه، أو قريب له، أو أخ من إخوانه في الله، كل ذلك طيب، وهكذا العمرة.

وإذا كان ما أدى الحج، ولا أدى العمرة؛ فإن الذي يحج عنه يكون قد أدى عنه الفريضة، وهكذا العمرة يكون قد أدى عنه عمرة الفريضة، وهو على كل حال مأجور، والميت مأجور، كلاهما مأجور، هذا عن عمله الطيب، وإحسانه إلى أخيه مأجور، والميت مأجور بذلك، وهكذا الصدقة، وهكذا الدعاء إذا تصدق عن أخيه؛ يؤجر هو والميت جميعًا، وهكذا إذا دعا لأخيه الميت؛ يؤجر هو، وينتفع الميت بالدعاء، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا الأعمال الصالحة تنفع الميت وترفع درجاته في الجنة كما يقول؟

الشيخ: الأعمال الصالحة التي شرع الله فعلها عن الميت، من حج، أو عمرة، أو قضاء دين، أو دعاء، أو صدقة عنه، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا هناك أعمال لا يصح أن يعملها الإنسان؟

الشيخ: عن الميت مثل الصلاة عنه ..... الصلاة عنه، أو القراءة عنه، لم يرد في الشرع ما يدل على شرعيتها، أو الصيام عنه تطوعًا، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، الواقع يا سماحة الشيخ أن الناس يخلطون بين هذا وذاك، لعلها مناسبة أن تتفضلوا بتوجيه المسلمين في ...

الشيخ: الذي ثبت عندنا بالشرع أن الميت ينتفع بالحج عنه، وبالعمرة عنه، وبالصدقة عنه، وبالدعاء، والاستغفار له، وبقضاء دينه، وهكذا إذا كان عليه صوم فريضة من رمضان، أو كفارة، أو نذر يصام عنه. 

أما كونه يصام عنه تطوعًا، أو يصلى عنه، أو يطاف عنه، فليس عليه دليل فيما نعلم، وهكذا كونه يقرأ عنه القرآن، ليس عليه دليل، وإن كان بعض العلماء يرى ذلك، وأنه ينتفع بقراءة القرآن عنه، لكن ليس عليه دليل، والقربات بابها التوقيف، يقول النبي ﷺ: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد ويقول ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد.

ولا نعلم في الشريعة ما يدل على أنه يشرع للمؤمن أن يصلي عن فلان، أو يصوم عن فلان تطوعًا، أو يقرأ عنه، أو يطوف عنه، أو يذكر الله عنه، إنما الثابت يكون الحج تامًا، يحج عنه حجًا تامًا، أو عمرة تامة، أو يتصدق عنه بالمال، أو يدعو له، ويستغفر له، أو يقضي دينه، كل هذا ثابت، نعم.

المقدم: بارك الله فيكم، وأحسن إليكم. سماحة الشيخ أيضًا لعله من المهم أن تتفضلوا ببيان ما هو توقيفي، وغير توقيفي حتى لا يخلط الناس بين هذين الأمرين؟ 

الشيخ: التوقيفي العبادات ما يتعلق بالقربات، والطاعات، لا يشرع منها إلا ما جاء به الشرع، وأما من غير التوقيفي فهو ما يتعلق بأمور الدنيا، والمعاملات، فهذه لا بأس بها، يتعامل الناس فيما ينفعهم بشرط ألا يخالف الشرع.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.

المقدم: ننتقل إلى قضية أخرى؟

الشيخ: نعم.

المقدم: بارك الله فيكم. 

فتاوى ذات صلة