وجوب قضاء رمضان للحائض إذا أفطرت فيه

السؤال:

بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع (ح. رمضان) والمستمعة (س. رمضان) أيضًا من المنيا من الصعيد، إخوتنا يسألون سماحتكم -جزاكم الله خيرًا- عن فئة من الناس نساؤهم لا تصوم قضاء رمضان إذا ما أفطرت بعذر شرعي، ويعتقدون أن ذلك لا يقضى كالصلاة، وهذه مشكلة كبيرة وخطيرة، كما يصفونها في حق الدين، نرجو من سماحتكم أن تفتوا لنا في هذا مع توجيه الناس ونصحهم، جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

الواجب على كل مؤمنة أن تقضي صوم رمضان إذا صادف الحيض في رمضان، أو النفاس، عليها أن تفطر، وعليها أن تقضي بإجماع المسلمين، بإجماع العلماء، هذا واجب عند الجميع، عند جميع أهل العلم، قالت عائشة -رضي الله عنها-: كان يصيبنا ذلك على عهد النبي ﷺ فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة فكان النبي ﷺ يأمرهن بقضاء الصوم إذا أفطرن في رمضان من أجل الحيض والنفاس، ولا يأمرهن بقضاء الصلاة، والله خفف عن عباده فالصلاة مكررة في اليوم خمس مرات، وفي قضائها مشقة، فمن رحمة الله، وإحسانه -جل وعلا- أن أسقطها عن الحائض والنفساء مدة الحيض والنفاس فعلًا وقضاء، لا تفعل ولا تقضي رحمة من الله، وإحسانًا منه، جل وعلا.

أما الصوم، صوم رمضان فإنه أسقطه عن الحائض والنفساء فعلًا وقت الحيض، ووقت النفاس، لا تصوم، لكن تقضي، إذا جاء الحيض في نهار رمضان؛ تفطر، وهكذا في النفاس تفطر، ثم تقضي بعد ذلك بإجماع العلماء.

فالواجب على جميع المسلمين التواصي بهذا، والتناصح، والتنبيه للنساء على هذا الأمر، وأنه واجب على المرأة أن تقضي أيام الحيض، وأيام النفاس، التي أفطرتها في رمضان، ومن ترك ذلك؛ فقد عصى الله ورسوله، وخالف إجماع المسلمين، وهو يستحق التأديب، والضرب على هذا الأمر، تستحق المرأة إذا تركت ذلك التأديب من أبيها وزوجها وأخيها؛ لأن هذا منكر عظيم، لا يجوز لها أن تدع قضاء الصوم، إذا أفطرت في رمضان بالحيض، أو بالنفاس؛ فإنه يجب عليها القضاء -كما تقدم- بالنص والإجماع، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة