حكم الأب الذي يرفض علاج ابنه المريض

السؤال:

طبيب مسلم بعث برسالة يقول فيها: أنا طبيب في قسم الأطفال في أحد مستشفيات المملكة، تحدث عندنا حالات كثيرة يخرج فيها الأب ابنه من المستشفى على مسئوليته رافضُا النصيحة والعلاج الطبي، وإن نسبة من هؤلاء الأطفال تحدث لهم مضاعفات سيئة تؤثر على صحتهم طوال عمرهم، ومنهم من قد يتسبب هذا الخروج من المستشفى في وفاته، ومنهم من يموت في البيت نظرًا لجهل الآباء وعنادهم رغم بذل كل الأسباب لإقناعهم، السؤال: من المسؤول عن هذه الضحايا؟ وهل لإدارة المستشفى الحق في منع الأب ولو باستخدام الشرطة والاستعانة برجال الأمن؟ وهل من حق الأب الإصرار على أخذ ابنه حتى وهو يعرف أنه قد يموت دون علاج؟ أفتونا وما الحل؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

العلاج مستحب، والطب مستحب، التطبب والعلاج مستحب، وليس بواجب، فإذا رأى والد الطفل عدم العلاج وهو رجل عاقل يفهم، ورأى أنه لا حاجة إلى العلاج فلا يجبر الوالد على العلاج لابنه أو بنته، أما إذا كان الوالد جاهلًا، ولا يفهم الأمور، فلا مانع من كون الدولة التي تحت إشرافها المستشفى تلزم بالعلاج لمصلحة الأطفال، أو مصلحة المسلمين مصلحة الرعية، إذا رأت الدولة ورأى المسؤولون عنها القائمون على المستشفى أن إخراجه خطر، وأنه في أشد الضرورة إلى العلاج، والأب لا يفهم هذه الأمور، ولا يعقل هذه الأمور فلا مانع من علاجه، ومنع الأب من إخراجه؛ لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى، ومن باب الإصلاح العام للمسلمين، ومن باب الأخذ على يد الإنسان الذي لا يفهم الأمور، ولا يعقلها كما ينبغي.

أما إذا كان والدًا له فهمه وله عقله وله دينه، ولكن رأى أن هناك أسبابًا تقتضي إخراجه، فهو على مسؤوليته، وعلى اجتهاده، والله يغفر له إذا مات الطفل.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة