حكم ترجمة القرآن الكريم إلى غير العربية

السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الجماهيرية الليبية وباعثها أحد الإخوة من هناك يقول كمال القوني: أخونا يسأل عن ترجمة معاني القرآن الكريم فيقول: هل القرآن الكريم قراءته بغير لسان عربي في ذلك إثم؛ لأنني أقرأ وأترجم من كتاب التفسير لـابن كثير لإخوتي في الله من غير العرب باللغة الإنجليزية، آمل أن يأتيني منكم الرد سريعًا جزاكم الله خيرًا؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فإن الله أنزل كتابه الكريم باللغة العربية فهو قرآن عربي، فلا يجوز أن يقرأ بغير العربية، وإنما تترجم معانيه للغات الأخرى لتفهيم المعنى وتعليم المعنى حتى يتعلم أصحاب اللغات غير العربية معاني كلام الله ، وحتى يستفيدوا من أحكام كتابه ، ولكن عليهم أن يتعلموا لفظ القرآن حتى يقرءوا به في الصلاة وخارج الصلاة باللغة العربية، وإنما الترجمة تفسير، معناها: التفسير، يعني: يبين للذي لا يعرف اللغة العربية معنى قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] .. معنى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ [المائدة:3] وهكذا تبين لهم المعاني والأحكام حتى يفهموها بلغتهم، وليست اللغة قرآنًا، وإنما هي تفسير وترجمة، وإنما القرآن ما يتلى باللغة العربية كما أنزله الله .
وللعلماء العارفين باللغات الأخرى أن يترجموا معانيه إلى إخواننا المسلمين ليفهموه، وهكذا لغير المسلمين للدعوة إلى الله وبيان أحكام الله، حتى يعلم غير المسلم حقيقة القرآن وما فيه من العلم، فيكون ذلك سببًا لدخوله في الإسلام. نعم.

فتاوى ذات صلة