حكم الرضوخ بخلع الحجاب لمواصلة الدراسة

السؤال: هذه رسالة -الله يطول عمرك- وردتنا من العراق من بغداد بعثت بها الأختان (ع. ع. ك)، و(ف. ع. ك)، وهما طالبتان في المرحلة الثانوية من الدراسة، تقول: إنها على الأبواب الجامعة، نحن نرتدي الحجاب الإسلامي ونؤدي الفرائض من صلاة وصوم وقراءة قرآن، ونريد الخير لكل الناس، لقد طلبت منا مديرة المدرسة أن نخلع الحجاب الإسلامي وأن نرتدي الزي العادي الذي هو فاضح وغير ساتر لأنوثة المرأة وإظهار الشر والسير على خطر الموديلات الغربية التي اجتاحت بلادنا اليوم، ولكننا قررنا عدم الرضوخ لمطالبها والانقطاع عن الدراسة نهائياً، ما هو رأيكم أفيدونا جزاكم الله خيراً ولكم مزيد الخير والتوفيق، وسؤالنا هو: هل الانقطاع عن مواصلة العلم قد يسبب ارتكاب الآثام عند تركنا الدراسة وشكراً؟

الجواب: أولاً: أشكر الأختين الطالبتين غيرتهما الإسلامية وحرصهما على سلامة دينهما وعرضهما، وأسأل الله لهما المزيد من الهداية، كما أسأله للمديرة الهداية والتوفيق حتى تكون عوناً للطالبات على الخير لا على الشر، أسأل الله أن يهدي المديرات لمدارس البنات التوفيق والهداية، نسأل الله لهن التوفيق والهداية وأن يكن عوناً للطالبات على كل خير.
أما نصيحتي للطالبتين فهي الانقطاع عن الدراسة إذا كانت لا تحصل إلا بالملابس الرديئة الفاضحة التي تدعو إليها المديرة ويدعو إليها كل متحلل من الدين وكل إنسان ضعيف الغيرة وقليل المبالاة في أمور الدين، فانقطاعهما عن الدراسة أولى من لبسهما ما لا ينبغي في الشرع وما لا يبيحه الشرع، ولا شك أن الحجاب أمر متحتم وواجب على المرأة؛ لأن الله يقول سبحانه في كتابه العظيم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب:53] ثم قال بعدها: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، فبين سبحانه وتعالى أن الحجاب أطهر لقلوب الرجال وقلوب النساء جميعاً، فالذي يدعو للحجاب يدعو إلى الطهرة، ويدعو إلى العفة والبعد عن أسباب الفتنة، وأما التي تدعو لخلع الحجاب فإنها تدعو إلى الفساد والنجاسة والفحش والبعد عن الطهرة والقرب من النجاسة والفساد، ولا يستوي هذا وهذا، فالدعاة إلى خلع الحجاب دعاة إلى نبذ الفضيلة.. دعاة إلى الفساد.. دعاة إلى النجاسة والخباثة.. دعاة إلى محاربة الطهرة التي دعا الله إليها سبحانه وتعالى، فنصيحتي ألا تجيبا المديرة إلى طلبها، وأن تبقيا على الحجاب، فإن أمكن إكمال الدراسة بذلك فالحمد لله، وإلا يمكن إلا بخلع الحجاب فلا حاجة إلى إكمال الدراسة في هذه الجامعة، وبالإمكان إن تيسر أن تتيسر الدراسة في مكان آخر أو تكتفيا بما حصلتما من الدراسة، ثم بالمطالعة والمذاكرة فيما بينكما وبين أمثالكما من الطيبات الطاهرات من النساء، فإن الاجتماع على الدراسة والمذاكرة في كتب العلم يفيد كثيراً وينفع كثيراً، ولاسيما من حصلت الأصل ودرست الأصول فإنها تستفيد من المطالعة والمذاكرة الخير الكثير، ولا ينبغي لها أن تجيب إلى ما حرم الله سبحانه وتعالى. نعم. 
فتاوى ذات صلة