تقييم أحاديث كتاب المجموعة المباركة في الصلوات المأثورة

السؤال: من العراق رسالة وصلت إلينا وباعثها أخونا حاتم شمس الدين جبار، أخونا يقول عن كتاب المجموعة المباركة في الصلوات المأثورة والأعمال المبرورة: يوجد في هذا الكتاب كثير من أحاديث نبينا محمد ﷺ حسب أقوال الكتاب، ومن ضمن الأحاديث هذا الحديث: عن رسول الله ﷺ أنه قال: من فاته صلاة في عمره ولم يحصلها فليقم في آخر جمعة من رمضان ويصلي أربع ركعات بتشهد واحد يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة القدر خمس عشرة مرة، وسورة الكوثر، ويقول في النية: نويت أصلي أربع ركعات كفارة لما فاتني من الصلاة، قال أبو بكر: سمعت رسول الله ﷺ يقول: كفارة أربعمائة سنة، حتى قال علي كرم الله وجهه: هي كفارة ألف سنة، قال: يا رسول الله! ابن آدم يعيش ستين سنة أو مائة سنة فلمن تكون الصلاة الزائدة؟ قال: تكون لأبويه وزوجته ولأولاده فأقاربه، فإذا فرغ من الصلاة صلى على النبي مائة مرة بأي صيغة كانت ثم يدعو بهذا الدعاء ثلاث مرات: اللهم يا من لا تنفعك طاعتي ولا تضرك معصيتي تقبل مني ما لا ينفعك واغفر لي ما لا يضرك، يا من إذا وعد وفى، وإذا توعد تجاوز وعفا اغفر لعبد ظلم نفسه، ونسألك اللهم إني أعوذ بك من بطر الغنى، وجهد الفقر، إلهي خلقتني ولم أك شيئًا ورزقتني ولم أك شيئًا وارتكبت المعاصي فإنني مقر بذنوبي، فإن عفوت عني فلا ينقص من ملكك شيئًا، وإن عذبتني فلا يفيد في سلطانك شيئًا.. إلى آخر، أرجو إرشادي هل هذا الحديث صحيح أم لا وجزاكم الله خيرا؟

الجواب: هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا كتاب المجموعة المباركة كتاب لا ينبغي اعتماده لما فيه من الأحاديث الموضوعة، فهو كتاب لا يعتمد ولا ينبغي التعويل عليه، وهذا الحديث المذكور حديث باطل لا أساس له من الصحة؛ فينبغي للمؤمن أن ينتبه لهذا الأمر وأن لا يعتمد إلا على الكتب المعروفة الموثوقة التي بين أهل العلم ثقتها واعتمادها، مثلما تقدم، مثل: الصحيحين، ومثل: رياض الصالحين، ومثل: بلوغ المرام بين ما فيه من الأحاديث، وعمدة الحديث للشيخ عبدالغني المقدسي رحمة الله عليه، وأشباه ذلك، هذه الكتب المعروفة، أما الكتب المجهولة والكتب التي ألفها الجهال والوضاعون مثل: كتاب المجموعة المباركة وأشباه ذلك، هذا لا يعتمد. نعم.
فتاوى ذات صلة