توجيه قول العلماء: "الله ورسوله أعلم" في مؤلفاتهم

السؤال:

من ليبيا هذه رسالة بعث بها مستمع من هناك يقول: محمد حسين باني، أخونا يقول: أتقدم إليكم بالسؤال التالي والذي يقول: علم الغيب يقتصر على المولى دون سواه، وهناك آيات قرآنية تؤكد انفراد المولى دون غيره بذلك، ولكن نجد في الكثير من الكتب عند اطلاعنا عليها أنه يكتب في نهاية الحديث أو العبارة أو الصفحة (الله ورسوله أعلم)، فما معنى ذلك؟

هل أن الرسول ﷺ يعلم الغيب في حياته ومماته أيضًا؟ نرجو من سماحتكم إجابتنا وإفادنا، والاستدلال إذا أمكن بالقرآن الكريم؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

نعم، مثلما ذكر السائل علم الغيب إلى الله وليس عند الرسول ﷺ ولا غيره علم الغيب، بل هو مختص بالله ، كما قال الله سبحانه: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65] الآية من سورة النمل، قال : قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأعراف:188] هكذا في سورة الأعراف، ويقول سبحانه: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ [الأنعام:59].

الغيب إلى الله  مختص به  يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، ويعلم ما يكون في الآخرة، وما في الجنة والنار، ويعلم الناجين من الهالكين، ويعلم أهل الجنة، ويعلم أهل النار، ويعلم كل شيء .

والرسل إنما يعلمون ما جاءهم به الوحي، ما أوحى الله به إليهم يعلمونه كما قال : عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ۝ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ [الجن:26-27] فالله يوحي إلى الرسل ما شاء كما أوحى إلى نبينا ﷺ أشياء كثيرة من أمر الآخرة وأمر القيامة وأمر الجنة والنار، وما يكون في آخر الزمان من الدجال، ونزول المسيح وهدم الكعبة، ويأجوج ومأجوج وغير ذلك مما يكون في آخر الزمان، كل هذا من علم الغيب أوحى الله لنبيه ﷺ فعلمنا إياه وصار معلومًا للناس.

وهكذا ما يعلمه الناس من أمور الغيب عند وقوعه، في بلادهم أو في غير بلادهم فيكون معلومًا لهم بعد وقوعه، وكان لا يعلم لهم قبل ذلك.

أما ما يقع في كتب أهل العلم، الله ورسوله أعلم، فهذا فيما يتعلق بأمور الشرع، وأحكام الشرع، ومرادهم يعني: في حياته، يعلم هذه الأشياء عليه الصلاة والسلام، أما بعد وفاته فلا يعلم ما يكون في العالم، ولا يدري عما يحدث في العالم؛ لأنه بموته انقطع علمه بأحوال الناس عليه الصلاة والسلام، إلا ما يعرض عليه من الصلاة والسلام عليه، حيث قال ﷺ: صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم في الحديث الصحيح: إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام عليه الصلاة والسلام.

أما أمور الناس وحوادث الناس وما يقع منهم من أغلاط وظلم أو حسنات كل هذا لا يعلمه الرسول ﷺ ولا غيره ممن مضى، ممن مات، ولا يعلمه من يأتي، وقد يعلمه من حولهم من الناس بمطالعتهم إياه ومشاهدتهم أعمالهم من جلسائهم وأهل بلادهم.

فالمقصود أن علم الغيب لا يعلمه إلا الله  وما أوحاه الله إلى الرسل هو من علم الغيب الذي أطلعهم عليه  هم أطلعوا الناس عليه وعلموه الناس.

وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أن ...... فيقول: يا رب! أمتي أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقول -كما قال العبد الصالح-: وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ [المائدة:117]......

... لا يعلم حوادث الناس، نعم اللهم صل عليه وسلم. نعم.

المقدم: اللهم صل وسلم على سيدنا محمد. شيخ عبد العزيز ! ......
من الجزء كذا طبعة كذا في .......
الجواب: ..... ربه أن يعينه على حفظ القرآن وأن يمنحه حفظ القرآن .....

فتاوى ذات صلة