الرد على شبهة تعذيب الله لمن لم يوفقه للهداية

السؤال: يسأل سؤال فيه شيء من الغرابة شيخ عبدالعزيز يقول: يقول بعض الناس: كيف الله لا يهديك إلى الإسلام ويدخلك النار؟

الجواب: الله حكيم عليم خلق خلقًا إلى الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم قدر أعمالهم، وخلق خلقًا آخر إلى النار وقدر أعمالهم، وهو الحكيم العليم ، فالذين قدر لهم أنهم من الجنة يوفقون لأعمال أهل الجنة، والذين كتب الله أنهم من أهل النار يسيرون لعمل أهل النار فيعملون بذلك، كما قال : فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10]، فالجنة أهلها معلومون والنار أهلها معلومون وكل ميسر لما خلق له.
والنظر في علم الله وقدره السابق كتابة هؤلاء وكتابة هؤلاء وكل ميسر لما كتب الله له، كل له مشيئة وله اختيار وله إرادة وله عمل، هذا يعمل بعمل أهل الجنة، فيكون لها، وهذا يعمل بعمل أهل النار فيكون للنار، وقدر الله سابق للجميع وحجته غالبة قائمة سبحانه وتعالى، وهو لا يعذب أحدًا إلا بعمله لا بمجرد القدر، القدر سابق لا يقع في علم الله إلا ما يريد سبحانه وتعالى، ولا يقع في ملكه إلا ما يريد، قد مضى علمه وقدره، لكن هؤلاء الناس منهم من يعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، ومنهم من يعمل بعمل أهل النار فيدخلها بمشيئته وإرادته واختياره كما أنه يأكل باختياره ويشرب باختياره ويزور من يشاء باختياره يخرج ويدخل باختياره، هكذا يفعل المعصية باختياره يشرك باختياره يزني باختياره، يعق والديه يزني يشرب الخمر بأعمال يختارها هو.
كما أنه يصلي ويصوم ويتصدق باختياره، فكما يثاب على هذه الطاعات يعاقب على هذه المعاصي إلا أن يعفو الله عنه إذا كان مسلمًا فقد يعفى عن بعض سيئاته لحسنات فعلها ولأعمال صالحة قدمها، وقد يعفو الله عنه فضلًا منه وإحسانًا، وقد يعاقب على بعض السيئات التي يموت عليها لم يتب، لكن كل شيء بقدر، القدر ماضي، ولا حجة في القدر؛ لأن العبد له مشيئة وله اختيار وله إرادة وله عمل، يستحق الثواب عليه والعقاب عليه. نعم.

فتاوى ذات صلة