الشاعر والمفكر يوسف العظم

قال الأستاذ يوسف العظم، الشاعر والمفكر الأردني - رحمه الله:
"لم يكن عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - عالمًا عاديًّا هامشيًّا يُعدّ فيمَن يُعدّ من علماء الأمة الإسلامية، وإنما كان رمزًا من رموز العلم الشرعي، والفهم الذي يجعل منه مرجعيةً موثوقةً لها هيبة كبيرة، هالة من الإجلال والتقدير.
وكان الرجل على قدر كبير من التواضع، وعلى قدر كبير من الرفق، وعلى قدر كبير من الإحسان في أعمق المعاني وأرفع المستويات.
كانت علاقتي به علاقة أبوة حانية، وبنوة رحمية، وكنت أزوره في الغالب كلما ترددتُ على الرياض، أنهل من علمه ما استطعتُ من صور، وسلوكه الإيماني، وروحه الإسلامية الإنسانية، حين أرى أصحاب الحاجات وطلاب الفتاوى يُحيطون به في أعقاب كل صلاةٍ يُؤديها في المسجد الحرام، فيبذل ما استطاع لكل صاحب حاجة.
وثيابه التي يرتديها تنمّ عن عمق تواضعه، وحديثه الذي يهمس به ينم عن أبعاد رفقه وإحسانه في كل تصرفاته، وسلوكه يؤكد إنسانيته وغزير الرحمة في قلبه، له من الله الرحمة والرضوان.
لقد أبى - يرحمه الله - أن نُسجل عمارة دار الإفتاء بالرياض باسمه الشخصي حتى لا يرث أولاده العمارة، وإنما أن تُسجل بصفته مرجع الإفتاء في المملكة؛ لتكون لمن بعده من المفتين وكبار العلماء". [1]
 
  1. مجلة الشقائق، عدد (21)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (426،425/1)، رثاء الأنام لفقيد الإسلام، لإبراهيم المحمود (54،53).