الدكتور كامل الشريف

قال الدكتور كامل الشريف، وزير الأوقاف الأردني السابق والأمين العام السابق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  - رحمه الله:
"لقد عرفت الفقيد الكريم عن قرب، فقد كان رئيسًا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي منذ إنشاء الرابطة قبل حوالي 40 عامًا، كما كان أيضًا رئيسًا للمجلس الأعلى العالمي للمساجد، حيث تشرفتُ بعضوية مجلسين في مكة المكرمة، وكانت تجمعنا بالشيخ - رحمه الله - جلسات طويلة في هذه المناسبات وغيرها، ونغترف من علمه الغزير، وتمكنه الواسع في الفقه والشريعة، إلى جانب تقواه وورعه وأخلاقه العالية، وفي أغلب الأحيان كنا موضع كرمه وسخائه في بيته الذي لا يخلو من الزوار والضيوف من جميع أنحاء العالم.
لقد كان - رحمه الله - خيمةً واسعةً رحبةً يؤمّها طلابُ العلم، وأصحابُ الحاجات من كل مكان، ويجدون لديه المنهل الصافي، والصدر الرحب، فلا يبخل أو يضيق بأحدٍ.
لقد كان أبرز ما يميز الشيخ ابن باز أنه كان شديد الغيرة على شريعة الله وآداب الإسلام، صريحًا في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم ..
وإلى جانب التزامه الصارم بحدود الله كان - رحمه الله - واسع الأفق، حريصًا على أن يطّلع على أوضاع العالم ومشكلات المجتمع الحديث، وإيجاد الحلول المناسبة وفق الشريعة وما تدعو له في التيسير وإزالة الحرج عن الناس.
وكان يتابع أوضاع الشعوب الإسلامية، ولا سيما الأقليات المسلمة، ويدعو إلى نصرتها، ويبدأ بنفسه في البذل والعطاء، ويحث المتبرعين، وكانت مكانته العلمية وهيبته إلى جانب تقواه وورعه أسبابًا في تلبية ندائه والإقبال على التبرعات السخية، وكانت هذه الروح السمحة وراء إنشاء عدد كبير من المؤسسات الخيرية في المملكة العربية السعودية وخارجها، ولا شك أن فقده سيُحدث فراغًا لدى فئات كثيرة وجدت لديه الحماية، واستفادت من علمه وفضله". [1]
 
  1. مجلة الدعوة، عدد (1695)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (420/1، 421)، رثاء الأنام لفقيد الإسلام، لإبراهيم المحمود (120،119).