حكم تقديم النذور والذبائح للأولياء ودعائهم والاحتفال بموالدهم

السؤال: أخيراً يسأل الإخوة أحمد عبدالعزيز وزملائه الذين يعملون بالأردن يقولون: يوجد بقريتنا بمصر ضريح لأحد الأولياء، والناس يأتون إليه ويقدمون إليه النذور والذبائح ويطوفون بالقبر ويتمسحون به ابتغاء البركة، ويقيمون عنده حلقات الذكر، وكل ذلك مع اختلاط النساء بالرجال، ومع ندائهم لصاحب القبر والاستغاثة به، وطلب العون منه، فما الحكم في هؤلاء الناس وفي أفعالهم هذه؟ وما الحكم في المولد لهذا الشيخ ولغيره، أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب: الذي يأتي إلى ضرائح الموتى ويدعوهم، ويسألهم شفاء المرضى أو يطلبهم المدد والعون أو دخول الجنة أو النجاة من النار، أو ينذر لهم أو يذبح لهم أو يطوف بقبورهم يطلب البركة منهم والأجر منهم أو النجاة من النار، أو شفاء المرض، أو سعة الرزق، أو ما أشبه ذلك كله كفر أكبر وشرك أكبر نعوذ بالله، هذا دين المشركين، قال الله جل وعلا: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، قال سبحانه في حق الأصنام والمعبودين من دون الله جميعاً: إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:14] ، سماه: شركاً، قال سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، فسمى دعوة غير الله: كفراً وضلالاً وشركاً.
وهكذا إقامة الأذكار أو الموالد عند القبر بدعة، فإقامة الحفل عند القبر، بالمولد أو الأذكار أو الحلقات العلمية أو القرآن هذا بدعة، وليس بشرك، أما طلب الحاجات منه، والتمسح بتراب القبر لطلب البركة، أو لطلب شفاء المريض هذا من الكفر الأكبر نسأل الله العافية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما الموالد فكلها بدعة، الاحتفال بالموالد كلها بدعة عند المحققين من أهل العلم؛ لأن الله سبحانه ما شرع لنا ذلك، والرسول ﷺ لم يحتفل بمولده، وهكذا الصحابة رضي الله عنهم لم يحتفلوا بمولد النبي ﷺ، ولا بمولد الصديق ، ولا بمولد عمر ، ولا عثمان ولا علي وهم القدوة، وهم الأخيار فلو كان هذا خيراً لسبقونا إليه.
فالاحتفال بمولد النبي ﷺ أو المشايخ أو الأمراء أو غيرهم كله بدعة وكله لا يجوز؛ لقول النبي ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ، ولقوله عليه الصلاة والسلام: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد أي: مردود، ولقوله: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وكان يقول في الخطبة عليه الصلاة والسلام، في خطبة الجمعة، يقول عليه الصلاة والسلام: إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ، فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا هذه البدع، وأن يبتعدوا عنها، وإذا كان فيها اختلاط بين الرجال والنساء صار الأمر أكبر، صارت الفتنة أعظم، صار الإثم أكثر، فإن الاختلاط بين الرجال والنساء عند القبر، أو في أي احتفال منكر، ومن أسباب الزنا والفواحش، ومن أسباب ركوب المحارم، فالواجب الحذر من ذلك حتى في غير الاحتفال، حتى في الولائم الأخرى، لا يجوز أن يجتمع الرجال والنساء في حفلة، ويختلطوا في حفلة عرس، أو في حفلة أي حفلة؛ لأن هذا يسبب فتنة للرجال، من الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، الواجب التمييز وأن يكون اجتماع النساء على حدة، واجتماع الرجال على حدة في الولائم، وفي الاحتفالات الجائزة شرعاً من الأعراس وغيرها. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خير.
الشيخ: الله المستعان. 
فتاوى ذات صلة