حكم بقاء الزوجة عند زوج لا يصلي إلا أحيانًا

السؤال:

المستمعة (م. م. ط) من الرياض بعثت تسأل وتقول: زوجي يحافظ على الصلاة في بعض الأوقات، ويهملها في بعض الأوقات، وإذا خالط تاركي الصلاة تركها معهم، هل يجوز لي العيش معه؟ وكيف أعمل، جزاكم الله خيرًا؟

الجواب:

إذا كان زوجك يفعل هذا العمل فهو كافر نسأل الله العافية، الذي ما يصلي كافر، يقول النبي ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ويقول عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، والصلاة عمود الإسلام، من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ويقول في الصلاة عليه الصلاة والسلام: من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون و هامان و قارون و أبي بن خلف نسأل الله العافية، هؤلاء من كبار الكفار وصناديدهم نسأل الله العافية؛ لأنه إذا ضيعها من أجل الرياسة صار شبيهًا بـفرعون، وإن ضيعها من أجل الوزارة صار شبيهًا بوزيره هامان، وإن ضيعها بأسباب المال والشهوات وجلساء السوء صار شبيهًا بقارون الذي خسف الله به وبداره الأرض، وإن ضيعها بأسباب التجارة والبيع والشراء صار شبيهًا بأبي بن خلف تاجر أهل مكة الكفار فيحشر معه يوم القيامة.

فالواجب عليك مغادرة البيت والذهاب إلى أهلك، ومعك أولادك وأنت أولى بأولادك؛ لأنه بهذا يكفر، لكن إن تاب ورجع وأناب فالحمد لله.

والواجب الذي عليه هو أن يتوب إلى الله، وأن يبادر بالتوبة، وأن يحذر جلساء السوء، جلساء السوء شرهم عظيم، فالواجب الحذر من مجالسة أهل السوء تراكي الصلاة، أو أصحاب الخمور والمعاصي، الواجب الحذر منهم، وعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله، فيحافظ على الصلوات في الجماعة، ويتوب مما سلف منه وليس عليه قضاء ما سلف، عليه التوبة والندم والإقلاع والعزم الصادق أن لا يعود ويكفي هذا، وأنت زوجته، لكن إذا أبى التوبة ولم يرجع عن ما هو عليه من الباطل، فأنت تمتنعين منه حتى يتوب أو تذهبين إلى أهلك، هذا هو الصحيح من أقوال العلماء.

وقد حكاه التابعي الجليل عبد الله بن شقيق العقيلي حكاه عن الصحابة جميعًا قال: كان أصحاب النبي ﷺ لا يرون شيئًا تركه كفر غير الصلاة فالصلاة أمرها عظيم وهي عمود الإسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: من ترك صلاة العصر حبط عمله هذا مثال لترك الصلوات، ترك صلاة العصر مع أن الناس قد يشغلون عنها بمجيئهم من أعمال ونحو ذلك، ومع هذا إذا تركها حبط عمله، فكيف بغيرها؟!

فالمقصود أن تارك الصلاة ولو بعض الأحيان يكفر، وعليه التوبة إلى الله والرجوع إلى الله، ومن تاب تاب الله عليه  نسأل الله للجميع الهداية.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا

فتاوى ذات صلة