من بدع العزاء

السؤال:
نسأل عن ظاهرة منتشرة في كثير من بلاد المسلمين، وهي: ما يقوم به أهل الميت من أعمال بعد الانتهاء من الدفن لميتهم، حيث يجهزون سرادقاً من الخيام أو أي شيء آخر، ويجتمع أهل الميت فيه بعد إضاءته في إحدى الساحات أو الشوارع، لاستقبال المعزين وتناول القهوة والشاي وغيرهما، بالإضافة إلى إحضار قارئ لقراءة القرآن بأجر، وإن لم يتيسر استخدموا جهاز تسجيل لسماع القرآن، وفي الليلة الثالثة يتم إقامة وليمة طعام للجميع، فما توجيه سماحتكم؟ وهل تجوز المشاركة فيها؟ ع. م.- مكة.

الجواب:

إقامة العزاء بهذه الصورة بدعة لا يجوز فعلها، ولا المشاركة فيها؛ لما ثبت عن جرير بن عبدالله البجلي أنه قال: (كنا نعد الاجتماع لأهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة)[1] رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح. وإنما السنة أن يصنع لأهل الميت طعام من أقاربهم، وجيرانهم؛ لما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال لأهله لما جاء نبأ نعي جعفر بن أبي طالب : اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم[2] رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما فيه نجاتهم وسلامة دينهم ودنياهم، إنه سميع قريب[3].

  1. رواه الإمام أحمد في (مسند عبد الله بن عمرو بن العاص) برقم (6866)، وابن ماجه في (ما جاء في الجنائز) باب ما جاء في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت برقم (1612).
  2. رواه الترمذي الجنائز (998)، وأبو داود الجنائز (3132)، وابن ماجه ما جاء في الجنائز (1610)، وأحمد (1/205).
  3. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (13/ 396).
فتاوى ذات صلة