تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ﴾

السؤال:
تحدثني نفسي أحيانًا بفعل منكر أو قول سوء، ولكني في أحيان كثيرة لا أظهر القول أو الفعل، فهل عليَّ إثم في ذلك، وما المقصود بقوله : لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ الآية [البقرة:284]؟

الجواب:
هذه الآية الكريمة نسخها الله سبحانه بقوله: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا الآية [البقرة:286]. وصح عن رسول الله ﷺ أن الله قال: قد فعلت. خرجه مسلم في صحيحه، وقال النبي ﷺ: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم[1] متفق على صحته.
وبذلك يعلم أن ما يقع في النفس من الوساوس والهم ببعض السيئات معفو عنه، ما لم يتكلم به صاحبه أو يعمل به.
ومتى ترك ذلك خوفًا من الله سبحانه كتب الله له بذلك حسنة؛ لأنه قد صح عن النبي ﷺ ما يدل على ذلك. والله ولي التوفيق[2].
  1. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب (الأيمان والنذور) برقم: 6171، ومسلم في صحيحه، كتاب (الإيمان) برقم: 181. 
  2. نشر في كتاب (فتاوى إسلامية)، جمع الشيخ/ محمد المسند، ص: 71 (قسم التفسير). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 24/ 212).
فتاوى ذات صلة