تهنئة ووصية لبعض أصحاب السمو أمراء المناطق

من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير المكرم (...........) وفقه الله للخير، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعده:
حفظكم الله، علمت بإسناد جلالة الملك -حفظه الله- إلى سموكم الإمارة بمنطقة (.........)، وبهذه المناسبة فإني أهنئ سموكم بهذه الثقة الملكية؟ وأسأل الله سبحانه أن يجعلكم عند حسن ظن جلالته وأن يزيدكم من التوفيق، وأن يمنحكم إصابة الحق في القول والعمل، ولا يخفى على سموكم أن الولاية شأنها عظيم وخطرها كبير كما قال النبي ﷺ: إنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها.
وعليه فإني أوصي سموكم ونفسي بتقوى الله والمحافظة على دينه، وأن تكونوا قدوة في كل خير، وأن تهتموا بشئون المسلمين أعظم اهتمام، وأن تعطوا الأمور الدينية أكبر قسط من العمل والعناية، وأن تساندوا هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشجعوهم؛ لأن صلاح العباد والبلاد بالله سبحانه ثم بقيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يخفى أن قوة الهيئة ونشاطها بالله سبحانه ثم بتعضيد ولاة الأمور ووقوفهم في صفهم، مع حثهم على التثبت في الأمور والرفق في كل شيء.
ومن الأمور المهمة: المبادرة بتنفيذ الأحكام الشرعية بكل حزم وقوة، والتأكيد على الجهات المختصة بذلك حتى يصل الحق إلى مستحقه بدون تعب ولا مشقة.
ومن المهمات أيضا: المحافظة على الصلاة في الجماعة، والتأكيد على الموظفين والخدام بذلك حتى يكون الجميع قدوة في الخير.
ومن الأمور المهمة أيضا: حفظ الوقت والحرص على الإشراف بأنفسكم على حاجات المسلمين التي ترفع إليكم لإيلائها ما تستحق من العناية.
وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقكم لكل خير، وأن يعينكم على أداء ما يجب عليكم، وأن يمنحكم البطانة الصالحة وأن ينصر بكم الحق وأهله، ويخذل بكم الباطل وأهله، وأن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[1].
 
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

  1. صدر من مكتب سماحته برقم 548 / خ في 27 / 5 / 1406 هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 6/ 295).